آخر المنشورات

من أنا؟ - المعتقدات المعيقة الواعية و اللاواعية

ماهي المُعتقدات المُعيقة؟

المُعتقدات الُمعيقة أو المُعتقدات الّسلبية أو المُعتقدات المُقيّدة كلها تعبر عن مفهوم واحد، وهو منظومة أفكار معطّلة للحياة. نواجه جميعًا لحظات  نشعر فيها  بأننا محتجزون، نواجه الفشل المستمر و المتكرر، ونشعر بعدم الرضا في جوانب متعددة من وجودنا.  نقوم بجهد مضنٍ دون تحقيق أي تقدم  يُذكر. خلال هذه اللحظات من الركود، من الضروري أن ندرك أن القيود الخفية التي تعيق تقدمنا هي في    كثير من الأحيان أنماط تفكيرنا السلبية الواعية منها وغير الواعية

المعتقدات المعيقة يمكن أن تكون قِوَى هدامة تُعيقنا عن تحقيق إمكاناتنا الكاملة. إنها تعمل كحواجز نفسية  نفرضها على أنفسنا، تقيّد تطلعاتنا وطموحاتنا، و تجعلنا نركن إلى هامش الحياة. تكون هذه المعتقدات المقيدة غالبا ناتجة عن تجاربنا السابقة، أو التشكيل الاجتماعي، أو حتى الخوف الفشل، حيث تقنعنا بأننا غير قادرين أو لا نستحق تحقيق أهدافنا. إنها تثبط الهمة و تقتل روح المبادرة فينا. تحجب عنا إدراك الفرص الجديدة ناهيك عن انتهازها. إنها ما يمنعنا من متابعة أحلامنا، مما يتركنا محاصرين في دورة فرص ضائعة وإمكانات لم تتحقق. الخروج من دوّامة هذه المعتقدات المقيدة أمر ضروري لفتح أبواب الحياة.

من أنا؟ - المعتقدات المعيقة الواعية واللاواعية
ماهي المعتقدات المعيقة؟

الأخبار الجيدة هي أن لدينا القدرة على التحرر من قبضة هذه المعتقدات القيدية. ولكن للقيام بذلك، يجب علينا أن نتوقف، ونفكر، ونبدأ في رحلة عملية من الاكتشاف الذاتي والتحليل العميق.، سنحاول الوصول إلى جذور هذه المعتقدات،  ونسلط الضوء على تأثيرها على حياتنا، والأهم من ذلك، نتعلم كيفية تفكيكها.

كيف أتعرّف على المعتقدات المعيقة؟

للوصول إلى هذه المعتقدات علينا أن نتناول كل جوانب حياتنا بالتأمل و التحليل خاصة، تلك التي لسنا راضين عنها، أو تلك التي نواجه فيها صعوبات أو فشلا متكررًا، أو تلك التي نشعر فيها بالعجز أو أننا عالقين.  لتحليل جوانب مختلفة من حياتنا بشكل شامل، يمكننا الاعتماد على مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات القيمة. الانعكاس على الذات هو الركيزة الأساسية، حيث يمكننا أن نستفيد منه للغوص في أفكارنا وعواطفنا وسلوكياتنا. توفر الكتابة اليومية وسيلة لتسجيل تجاربنا وأفكارنا ومشاعرنا على مر الزمن، مما يساعد في التعرف على الأنماط والمجالات التي تحتاج إلى التحسين.

من أنا؟ - المعتقدات المعيقة الواعية و اللاواعية
كيف أتعرّف على المعتقدات المعيقة؟

وضع أهداف وأهداف واضحة يمنحنا القدرة على قياس التقدم وتركيز جهودنا. البحث عن تعليقات من أصدقاء موثوق بهم، أو من الأشخاص الذين لديهم خبرة يمكن أن يقدم آراء جديدة وإلهام. بالإضافة إلى ذلك، ممارسات الانتباه والتأمل تساعدنا على أن نصبح أكثر تناغمًا مع ذواتنا الداخلية والعالم الخارجي، مما يعزز من قدرتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة. من خلال هذه الأدوات، يمكننا الحصول على فهم أعمق لجوانب حياتنا المتعددة والسعي نحو النمو والتحسين المستمر.

هذه بعض الأمثلة العملية عن جوانب الحياة التي غالبا ما تُضعفها المعتقدات المعيقة:                            

1.التقدم في الحياة المهنية: الاعتقاد القاصر: "لا يمكنني طلب ترقية أو زيادة في الراتب لأنني لست كافيًا." التحليل: قد ينعكس الشخص على حياته المهنية ويدرك أنه لا يزال عالقًا في نفس المنصب منذ سنوات، على الرغم من الأداء المستمر. الاكتشاف: من خلال فحص مخاوفهم من عدم كونهم كافيين، يكتشفون الاعتقاد القاصر الذي كان يعيقهم.

2.العلاقات الشخصية: الاعتقاد القاصر: "لن أجد الحب الحقيقي لأنني لست جذابًا بما فيه الكفاية." التحليل: قد يلاحظ شخص ما نمطًا من العلاقات الفاشلة والوحدة. الاكتشاف: من خلال التفكير في ذواتهم، يدركون أن اعتقادهم بنقص جاذبيتهم يؤثر على رغبتهم في متابعة العلاقات.

3.الصحة واللياقة البدنية: الاعتقاد القاصر: "لا يمكنني فقدان الوزن لأن لدي جينات سيئة." التحليل: قد يكافح الشخص باستمرار مع أهدافهم فيمَا يتعلق بالوزن والصحة. الاكتشاف: من خلال التأمل في أفكارهم وسلوكياتهم، يكتشفون الاعتقاد بأن الجينات هي عائق لا يمكن تجاوزه.

4.النجاح المالي: الاعتقاد القاصر: "لن أصبح غنيًا أبدًا لأن المال شرير." التحليل: قد يجد شخص ما نفسه يتعثر دائمًا ماليًا. الاكتشاف: من خلال الانعكاس على رفضهم للثراء، يدركون أنه جذبهم للمال كان مرتبطًا بالاعتقاد بشراسة المال.

5.النمو الشخصي: الاعتقاد القاصر: "لا يمكنني تعلم مهارات جديدة لأنني كبير في السن." التحليل: قد يشعر شخص ما بأنه ملزم بالتطور الشخصي. الاكتشاف: عند تقييم أهدافهم الشخصية وقراراتهم السابقة، يعترفون بالاعتقاد القاصر بأن العمر يحدد قدرتهم على التعلم.

6.الإبداع والتعبير: الاعتقاد القاصر: "لا يمكنني متابعة شغفي الفني لأنه لن يؤدي إلى وظيفة مستقرة." التحليل: قد يشعر شخص ما بالإخفاق في حياته اليومية. الاكتشاف: عند التأمل، يحددون الاعتقاد بأن الاهتمام بالفن غير عملي ويفضلون الاستقرار على الإبداع

7.الخوف من الفشل: المعتقد القاصر: "لا يمكنني المخاطرة لأن الفشل غير مقبول." التحليل: الفرد يتجنب الفرص التي تتطلب الخروج من منطقة راحته. الاكتشاف: بعد فحص تردده في المخاطرة، يكتشف أن الخوف الأساسي هو من الفشل.

إن تحدد هذه المعتقدات المقيدة، الخطوة التالية هي تحدّيها وإعادة صياغتها. يمكن أن يشمل ذلك البحث عن العلاج أو التوجيه أو مصادر تنمية الذات لتطوير نفسية تمكينية أكثر. التغلب على المعتقدات المعيقة سيفتح آفاقا حقيقية للنمو و التغيير.

ما هي أنواع المعتقدات المعيقة؟                                                                  

    اعرف أنواع المعتقدات المعيقة الشائعة، مثل المعتقدات المتعلقة بالقيمة الذاتية، والقدرات، والجدارة، والخوف من الفشل أو النجاح. هذه المعتقدات غالبًا ما تبدأ بعبارات مثل "لا يمكنني"، "أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية"، أو "لن أكون قادرًا أبدًا على"


1-المعتقدات الواعية: 

1. الشك بالنفس:                                                                                                                                                  ·مثال"أنا ليس لدي ذكاء كافٍ للنجاح في هذا المجال."                                                                                                النتيجة: هذا الاعتقاد يمكن أن يمنع الشخص من متابعة فرص التعليم أو الوظائف.

2. الكمالية:
·
مثال"إذا لم يكن مثاليًا، فإنه لا يستحق القيام به."
·
النتيجة: الكمالية يمكن أن تؤدي إلى التسويف والخوف من الفشل، معرقلة للتقدم.

3.
الخوف من الفشل:
· مثال: "أنا خائف من المحاولة لأنني قد أفشل."
· النتيجة: هذا الاعتقاد يمكن أن يؤدي إلى فوات الفرص ونقص النمو الشخصي

4. متلازمة النصّاب:
·
مثال: "أنا لا أستحق النجاح الذي حققته؛ أنا محظوظ فقط."
· النتيجة: متلازمة النصاب يمكن أن تنقص الثقة وتؤدي إلى التخريب الذاتي.

5.
التفكير الإما كليًا أو لا شيء:
·
مثال: "إذا لم يمكنني فعلها بشكل مثالي، فلن أقوم به على الإطلاق."
· النتيجة: هذا العقلانية يمكن أن تمنع من اتخاذ خطوات صغيرة أو تحقيق تقدم تدريجي.

6.
الحديث السلبي للنفس:
· مثال"أنا دائمًا أفسد الأمور؛ أنا فاشل."
·
النتيجة: الحديث السلبي للنفس يمكن أن يقوّض الثقة بالنفس والدافع.

7.
عقلية الضحية:
·
مثال"لا يمكنني تغيير ظروفي؛ الحياة غير عادلة."
·
النتيجة: هذا الاعتقاد يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعجز وعدم العمل.

8.
الاعتقادات المعيقة  حول المال:
·
مثال"المال هو جذر الشر."
·
النتيجة: هذا الاعتقاد يمكن أن يحد من النمو المالي ويخلق ارتباطات سلبية مع الثروة.

9.
المقارنة الاجتماعية:
·
مثال: "لن أكون دائمًا ناجحًا مثل [شخص آخر]
·
النتيجة: مقارنة النفس بالآخرين باستمرار يمكن أن يؤدي إلى مشاعر عدم الكفاية والغيرة.

10. الاعتقادات المعيقة  حول العمر:

· مثال"أنا كبير بالسن جدًا لبدء شيء جديد."
· النتيجة: هذا الاعتقاد يمكن أن يقيد التطور الشخصي والوظيفي في وقت لاحق في الحياة.

.11.الاعتقادات المعيقة  حول العمر:                                                                                                                               مثال"أنا كبير بالسن جدًا لبدء شيء جديد."                                                                                                               النتيجة: هذا الاعتقاد يمكن أن يقيد التطور الشخصي والوظيفي في وقت لاحق في الحياة.

12.الاعتقادات المعيقة حول العلاقات                                                                                                                    :    · مثال"أنا غير قابل للحب؛ لا أحد سيهتم حقًا بي."                                                                                                  النتيجة: هذا الاعتقاد يمكن أن يؤدي إلى العز


التغلب على الاعتقادات المعيقة غالبًا ما يتطلب التعرف عليها وتحدي صحتها واستبدالها بمعتقدات إيجابية وممكنة. يمكن تسهيل هذه العملية من خلال الوعي بالنفس والعلاج والتوجيه أو ممارسات التنمية الشخصية. من خلال معالجة وتغيير هذه الأنماط السلبية للتفكير، يمكن للأفراد الكشف عن إمكاناتهم.

المعتقدات المعيقة غير الواعية

  1.  أنا لا أستحق الاعتقاد بأنك لست جديرًا بالحب أو النجاح أو السعادة بشكل طبيعي. يمكن أن يؤدي هذا الاعتقاد إلى العمليات الذاتية التعتيم ونقص الثقة بالنفس.
  2.  أنا غير كافٍ!  شعور بالنقص أو اعتقاد بأنك ليس لديك القدرة أو الكفاءة الكافية لتحقيق أهدافك.
  3. لا أستحق ذلك! الاعتقاد بأنك لا تستحق الأشياء الجيدة في الحياة مثل السعادة والثروة والعلاقات المميزة.
  4. المال هو الشر! الاعتقاد بأن المال سيء بشكل طبيعي أو فاسد، مما يمكن أن يعيق النجاح المالي وجهود بناء الثروة.
  5.  أنا فاشل! الاعتقاد بأنك متجه نحو الفشل في مساعيك، مما يمكن أن يؤدي إلى الخوف من محاولة أشياء جديدة أو تحمل المخاطر.
  6. أنا لا أستحق الحب !لاعتقاد بأنك غير جدير بالحب والمودة، مما يؤثر على علاقاتك.
  7. العالم مكان خطير! الاعتقاد بأن العالم محفوف بالخطر بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى الخوف والقلق في مواقف متعددة.
  8. التغيير سيءمقاومة التغيير واعتقاد بأن أي تغيير سيؤدي إلى نتائج سلبية.
  9.  النجاح للآخرين فقط! الاعتقاد بأن النجاح ممكن للآخرين وليس لك، مما يؤدي إلى العمليات الذاتية التعتيم في الجوانب المهنية والشخصية.
  10. يجب أن أكون مثاليًا! الاعتقاد بأنه يجب عليك أن تكون خاليًا من العيوب في كل شيء تفعله، مما يمكن أن يؤدي إلى القلق والكمالية.
  11. أنا كبير/صغير في السن جدًا!الاعتقاد بأن عمرك عامل مقيدة، إما لأنك صغير وغير خبير أو كبير في السن جدًا لبدء شيء جديد.
  12. لا يمكنني الثقة بأي شخص! الاعتقاد بأن الآخرين ليسوا جديرين بالثقة، مما يجعل من الصعب بناء علاقات صح
  13. أنا ضحية! الاعتقاد بأن لديك قليل من السيطرة على حياتك وأن القِوَى الخارجية هي المسؤولة عن ظروفك.
  14. لا يمكنني رفض شيء! صعوبة وضع حدود شخصية.

الفرق بين المعتقدات الواعية وغير الواعية

* المعتقدات الواعية:

  • · هي المعتقدات التي تكون واعين   بوجودها تمامًا.
  • ·ندركها  بوعي، وهي في مقدمة تفكيرنا.
  • · يمكننا تحديدها وصياغتها بسهولة عند سؤالنا  عنها.
  • · قد نفكر فيها بنشاط ونعترف بتأثيرها على قراراتنا وأفعالنا.
  • . لدينا  درجة من السيطرة عليها ويمكننا اختيار تحديها أو تغييرها بوعي.

* المعتقدات اللاواعية:

  • ·  هي المعتقدات التي تعمل دون وعينَا الواعي.
  • · قد لا نكون على دراية كاملة بوجودها أو تأثيرها على أفكارنا وسلوكياتنا.
  • · تكون متأصلة بعمق وتعمل تلقائيًا، وغالبًا ما تكون  قد تشكّلت في الطفولة المبكرة أو بسبب تكرار تأثيرات معينة.
  • · قد لا نتمكّن من صياغتها بسهولة أو حتى التعرف على تأثيرها على حياتنا حتى نتناولها بعمق أكبر.
  • · قد تكون صعبة التغيير لأنها تعمل على مستوى اللاوعي، وقد تحتاج إلى إحضارها إلى وعيك الواعي قبل التعامل معها.

من المهم أن نلاحظ أن بعض المعتقدات يمكن أن تنتقل من كونها غير واعية إلى واعية من خلال التفكير الذاتي أو العلاج أو العمل على تطوير الذات. عملية اكتشاف ومعالجة المعتقدات اللاواعية غالبًا ما تشمل التأمل والوعي الذهني والبحث عن الدعم من المحترفين أو الأشخاص الموثوق بهم 

باختصار، المعتقدات الواعية والمعتقدات اللاواعية على حد سواء يمكن أن يكون لها تأثير كبير على حياتك، ولكن الفرق الرئيسي يكمن في مدى وعيك بها وسهولة التعامل معها وتغييرها. المعتقدات اللاواعية قد تحتاج إلى مزيد من الجهد لتحديدها وتعديلها لأنها تعمل دون وعيك الواعي."


في الختام
:المعتقدات  المعيقة هي أنماط أو معتقدات سلبية عميقة الجذور يمكن أن تعيقنا عن تحقيق إمكانياتنا الكاملة. غالبًا ما تكون هذه المعتقدات قد تم تكوينها في وقت مبكر من حياتنا وتنبع من مصادر متعددة مثل تجارب الطفولة، والتأثيرات الاجتماعية، أو الأحداث الصادمة. تعمل هذه المعتقدات كحواجز عقلية تؤثر على تصورنا لأنفسنا وسلوكنا والقرارات التي نتخذها.

للتعامل مع هذه المعتقدات القيدية، علينا أولاً تحديدها من خلال تحليل  أفكارنا، وسلوكياتنا، وتفاعلاتنا العاطفية. بمجرد تحديدها، يمكننا تحديها وإعادة صياغتها باستخدام تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي، واستخدام التأكيدات الإيجابية، والتصور، أو البحث عن دعم من أخصائي نفسي أو مدرب. 

تذكيرًا بأن التغلب على المعتقدات القيدية هو عملية مستمرة تتطلب منا الوعي بأنفسنا والصبر والجهد المتواصل. بالاعتراف بوجود هذه المعتقدات وتحويلها، يمكننا أن نفتح أبواب إمكانياتنا الحقيقية ونعيش حياة أكثر إنجازا وثقة. إن القوة لكسر هذه المعتقدات تكمن في داخلنا، وهذا أمر مهم جداً  كمبدأ نتبناه واعتقاد  نؤمن به.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-